توجه رئيس الجمهورية قيس سعيّد، مساء أمس الأربعاء، في زيارة غير معلنة إلى كل من هنشير الشعّال وبئر علي بن خليفة بولاية صفاقس، قبل أن يتحول إلى مدينة القيروان.
وأكد رئيس الدولة، "أنه لا مجال للتفريط في ملك الشعب التونسي وأن حرب التطهير ضد الفساد ستستمر دون هوادة "، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية
كما التقى بعدد من المواطنين في كل الأماكن التي زارها، واستمع إلى مشاغلهم، مجددا تأكيده "أن العمل مستمر دون انقطاع لتحقيق مطالب المواطنين المشروعة في كل جهات الجمهورية".
واطلع رئيس الدولة، خلال زيارته إلى هنشير الشعّال بولاية صفاقس، وفق مقطع فيديو نشرته رئاسة الجمهورية في صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، على وضعية مستودع للمعدات المعطبة بهذه الضيعة الفلاحية، منتقدا التجاوزات المرتكبة وحجم التهاون في التعامل مع مقدرات الضيعة.
وعقد بالمناسبة اجتماعا مع عدد من المشرفين على الضيعة، تطرق فيه إلى التجاوزات التي عاينها بهذه الضيعة من فساد مالي وإداري، بالإضافة إلى عمليات سرقة لقطع الغيار والمحروقات، ملاحظا أن "الفساد الممنهج" المرتكب في هذه الضيعة أدى إلى تقهقر معدل الانتاج السنوي لزيت الزيتون، وتدهور القدرة التشغيلية بها وتراجع عدد رؤوس الأغنام والأبقار.
وشدد على "أن الجميع متساوون أمام القانون، وأن الحرب على الفساد ليست مجرد شعار"، وأن الدولة لن تفرط في هنشير الشعّال كما يدبر البعض "عبر بتّات يتم الترتيب لها من قبل بعض اللوبيات"، منبها الى أن "كل من استولى على مليم واحد من أموال الشعب سيتحمل مسؤوليته كاملة"، باعتبار أن البلاد دخلت مرحلة جديدة سيأخذ فيها كل ذي حق حقه.
وفي لقائه بعدد من المواطنين الذين اشتكوا من افتقار الجهة الى المرافق الصحية، تعهد رئيس الجمهورية بتوفير كافة المرافق بالجهة، داعيا إياهم إلى الاتحاد من أجل تطهير البلاد والعيش فيها بكرامة.
كما أدى رئيس الجمهورية، مساء أمس الاربعاء، زيارة الى فسقية الأغالبة بمدينة القيروان مرفوقا بعدد من ممثلي السلط المحلية، وأعلن عن إيجاد التمويلات اللازمة لترميمها، على أن يتم تكليف الهندسة العسكرية بالإشراف على العملية.
واستنكر عملية إهدار المال العام المخصص لترميم هذا المعلم الأثري منذ سنة 2017 ، عبر إحداث لجان للدراسات وجلب الخبراء الأجانب دون جدوى، مؤكدا أن حجم التسيب المسجل في مثل هذه الملفات من شأنه أن يهز ثقة المواطن في المسؤولين.
كما اعتبر رئيس الدولة التهاون المسجل في ترميم سور مدينة القيروان وفسقية الأغالبة، بمثابة "اغتيال للتراث"، داعيا إلى الانتقال السريع من مرحلة الدراسات وإعداد التقارير إلى طور الانجاز، لا سيما وأن تونس تمتلك الإرادة والخبرات والكفاءات اللازمة التي تغنيها عن الخبراء الأجانب.